أين يقطن الحب .... في الدماغ ....او القلب .....
لم يعد تحليل ودراسة وفهم الحب حكراً على الشعراء
والأدباء والفلاسفة... فقد انتقل هذا الدرس والبحث ومحاولة الفهم إلى صرح العلم ...
الطب النفسي، وعلم النفس؛ وعلم النفس العصبي، والفسيولوجي ....الخ.
الحب وعلم النفس:
يعد الحب من منظور علم النفس عاطفة، ظاهرة اجتماعية، بينة معرفية. فقد صاغ عالم النفس , 1949 -)Robert Sternberg
(نظرية ثلاثية المستويات للحب هي؛ الحميمية، الألفة، والالتزام ، والتعاطف، التماهي، الرحمة.
1.الحميمية، والألفة "Intimacy" هي مستوى من مستويات الحب الذي يمكن الأشخاص المتحابين من إفشاء أسرارهم،
ومختلف تفاصيل حياتهم الشخصية. وتظهر الحميمية عادة في الصداقات، وصور الحب الرومانسي.
2.الالتزام، "Commitment" في هذا المستوى تتطور العلاقة من علاقة مؤقتة إلى تصور وتوقع أن العلاقة ستسير في
اتجاه الديمومة والصيرورة إلى الأبد. وهذا المستوى أكثر شيوعا في الانجذاب نحو الحب الجنسي، فالمودة.
3.التعاطف، التماهي "Passionate" وهنا يكون الحب في مستوى التماهي والهيام في المحبوب، والحب الرومانسي.
الحب وعلم النفس العصبي"
أجريت مؤخراً سلسلة من الدراسات الدقيقة للكشف عن المناطق الرئيسية في المخ ذات الصلة بالقدرة على الحب،
والارتباط مع الآخرين. هدف من هذه الدراسات الوقوف على فهم أفضل للكيفية التي بموجبها يقوم الدماغ بضبط الحب،
والارتباط بين الذات والآخر.
في السنوات الأخيرة كشفت الدراسات أن بعض المناطق الرئيسية في المخ، والأعضاء المشاركة في هذه العملية.
إنها أفكار جديدة تؤدي إلى:
فهم أفضل لكيفية ضبط الدماغ للحب، والروابط، والاتصال الفعال مع الآخرين، باعتباره سلوكا حيوي لبقاء النوع ا
لبشري.
طرح أفكار جديدة حول كيفية معالجة بعض الاضطرابات، مثل، البرود العاطفي، والانطوائية، والذاتوية (التوحد)،
والشرود الذهني، وفرط النشاط المعيب للانتباه ...الخ، لما تتميز به هذه الاضطرابات بعجز في التفاعل، والتواصل
الاجتماعي.
ولكن أين يقطن الحب؟؟
هل في الدماغ أم في القلب؟؟ أم كليهما؟؟
يرى التفكير البيولوجي التقليدي أن القلب عبارة عن مضخة لضخ الدم؟؟ وهذا فيه شيء من الحقيقة. لكن القلب يتأثر
ويؤثر في المشاعر، وفي الانفعالات، ولكنه من المنطقي أن العقل، التفكير هو جزء من وظيفة الدماغ وبالتالي فهو
أفضل مرشح لضبط المشاعر، والانفعالات الايجابية مثل الحب. وفي الآونة الأخيرة فقط بدأ الباحثون دراسة هذه الفكرة
على المستوى العلمي.
بعض الأبحاث الجديدة ترى أن قدرتنا على الحب والارتباط بالآخرين تنبع من تنشيط دوائر معينة في الدماغ، ويعتقد أنها
تساعد على تعزيز السلوك عن طريق إنتاج مشاعر السرور والبهجة والسعادة. فعلى سبيل المثال، في إحدى الدراسات
التي أجريت مؤخراً، استخدم الباحثون تقنيات التصوير بالكمبيوتر لإبراز نشاط المخ لدى عينة من الناس تعيش حالة حب
رومانسي أو حب الأم.
تكون المشاركون من مجموعتين:
مجموعة ذوي الحب الرومانسي الذين طلب منهم أن يستجيبوا وفقا لاحد ى البدائل التالية:
1.حب بحق،
.حب بعمق،
3.حب بحنون" حيث عرض عليهم صور صديق أو صديقة.
مجموعة ذوي الحب الأمومي، استخدمت نفس الإجراءات ونفس تقنيات التصوير مع الفرق في الصور حيث عرض عليهم صور
لأمهات مع أطفالهن الرضع.
وقام الباحثون بقياس نشاط المخ لدى المجموعتين حين اطلاعهم على صور الصديق أو الصديقة. ونتج عن الدراسة
التوصل إلى أن مناطق الدماغ، وأنظمته المكافئة لدى المشاركين تنشط في الحب الرومانسي، والحب الأمومي.
بالإضافة إلى ذلك، فان نشاط هذه المناطق يتزامن، ونشاط هرموني، اوكسيتوسين "oxytocin" وهرمون فازوبرزين "
vasopressin" وهذان الهرمونان يفرزان من الغدة النخامية) ومن وظائف الأول ضبط وإنتاج مشاعر السرور، والحب،
والتفاعل، والتواصل الاجتماعي.
تجرى حاليا دراسات حول نشاط هذه الهرمونات لدى الحيوانات، من أجل تفعيل أنشطة الدماغ، والمناطق التي تنتج
مشاعر السرور، والحب، وهذا قد يساعد على تعزيز السلوك العلائقي الاجتماعي لدى البشر
__________________