وحدى انام على ترابك كفنى عينى
بضوء من رحيق الفجر
من سعف النخيل
فلكم ظمئت على ضفافك
رغم أن النيل يجرى
فى ربوعك ألف ميل
ولكم حملت الناى
فى حضن الغروب...
ودندنت أوتار قلبى
رغم أن العمر منكسر ذليل
لا تعجبى
إن صار وجه الشمس
خفاشا بعرض الكون
أو صارت دماء الصبح
أنهارا تسيل
فزماننا زمن بخيل
لا تسألى القناص عن عينى ...
ولا قلبى ..ولا الوجه النحيل
ولتنظرى فى الأفق
إن النهر يبكى
والخيول السمر
عاندها الصهيل
لا تسألينى
عن شباب ضاع منى
واسألى القناص ....
كيف شدوت أغنية الرحيل؟
إنى تعلمت الحنان على يديك...
وعشت أحمل وردة بيضاء
كالعمر الجميل
الناى أصبح فى الضلوع رصاصة
والوردة البيضاء ....
فى عينى قتيل
مدى يديك إلى ...إنى خائف
ولترحمى ضعفى
جنـــــــــــــــونى....
وارحمى الجسد الهزيل
*******
وجهى ينام على ترابك كفنيه
لا تتركيه لنشوة القناص..
حين يطارد العصفور فى سفه..وتيه
لا تتركى الابن القتيل ..
يموت موجوعا بنشوة قاتليه
ولترحمى وجهى
فكم صلى على أعتابك
جناتك الخضراء تلفظه
وينكره ترابك
لا تنكريه فإن هذا الوجه
يحمل لون طينك..
حينما كانت خيول المجد
تركض فى رحابك
لا تتركى عينى لشمس الصيف تأكلها
فكم حملت بشائر أمنياتك
ولتسترى جسدى
فكم نبتت على أعشابه الخضراء
أحلى أغنياتك
لا تتركينى فى العراء
أصارع الغربان وحدى..
بعدما أكلوا رفاتك
__________________